التفسير الموضوعي في عصر التابعين وما بعهدهم
نجد في عهد الصحابة إشارات إلى التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ويظهر ذلك في الكتب التي عنيت بتفسير القرآن، مما يتبين لنا قدم هذا النوع من التفسير باعتبار التسلسل التاريخي بداية من القرن الثاني للهجرة.
بدأت حركة التأليف في التفسير الموضوعي والدراسات القرآنية وعلوم اللغة ومن هؤلاء المؤلفين ومؤلفاتهم، قتادة بن دعامة (118 ه) وكتابة "الناسخ والمنسوخ" أورد جميع الآيات التي قيل بنسخها، وذكر الناس لها من القرآن الكريم.
وقد قام بعض المؤلفين بنوع التتبع الموضوعي، وإن كان بصورة مجملة منهم: مقاتل بن سليمان البلخي (150 ه) في "الاشتباه والنظائر"، وألف بن المدني (234 ه) كتابه "أسباب النزول"، فقد تحرى فيه جميع الآيات التي نزلت على أسباب خاصة فذكرها وذكر أسبابها، وبين المراد منها.
وألف الطبري (310 ه) كتابه الشهير "جامع البيان في تأويل القرآن" يستعين على فهم المعنى في بعض الآيات بتتبع كل ما يتصل به من المعاني في بقية القرآن، ثم يدرس الجميع دراسة شاملة يتضح فيها الجزء بالكل أو تتضح فيها الأجزاء كلها باكتشاف ما بينها من علاقات.1
ألف أبو جعفر النحاس (338 ه) "الناسخ والمنسوخ"، وألف أبو الحسن الواحدي (468 ه)
في "إعجاز القرآن"، وألف الدامغاني (48 ه) "إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم" وهو اتجاه نَحَاهُ بعض العلماء في تتبع اللفظة القرآنية، ومحاولة معرفة دلالتها المختلفة، وألف الراغب الأصفهاني (502 ه) كتابه "مفردات القرآن"، جمع فيه المفردات على حروف الهجاء، وبين معناها في اللغة وفي استعمال القرآن، وفي كذا الكلمات الغربية التي تتعدد دلالتها حسب الاستعمال.
وألف ابن العربي (543) "أحكام القرآن" و "الناسخ والمنسوخ"، وفي كتابه أحكام القرآن يتعرض لسورة القرآن كلها، حيث يذكر السورة وعددها من آيات الأحكام ثم يأخذ في شرحها آية آية، وهذا يعتبر مرجعا هاما في التفسير الفقهي عند المالكية.
وألف ابن الجوزي (597 ه) "نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر"، وألف القرطبي (671 ه) تفسيره "الجامع لأحكام القرآن".
وكتب شيخ الإسلام ابن تميمة "السنة في القرآن الكريم"، يعد تفسيرا موضوعيا شمل أغلب منهجه الذي وضع له حديثا، وقد خلص ابن تميمة في مقدمته إلى أن خير طرق التفسير هي أن يفسر لقرآن بالقرآن، فما أُجمل في موضع آخر، وما ذكر موجزا جاء مفصلا في آية أخرى، فتلاحظ أن ابن تميمة قد اعتمد على استقراء الآيات القرآنية المتصلة بالمعنى المفسر ثم حصرها، وإدراك الأصل اللغوي للمفردات، واستخرج المشترك المعنوي بين مختلف الاستعمالات القرآنية للألفاظ، والدلالات العامة التي تستنبط
من مجموع النصوص المستقرأة.2
ثم ألف ابن قيم الجوزية (751 ه) "أقسام القرآن" و "أمثال القرآن" و "التباين في أقسام القرآن"، وألف الزركشي (794 ه) كتابه "البرهان في علوم القرآن".
ألف الفيروزآبادي ( 817 هـ ) كتابه " بصائر ذوي التميز في لطائف الكتاب العزيز " يشبه صنيع الفيروز آبادي صنيع ابن تيمية في عرض مواضيع السورة في مقدمة تفسيره لها أو في خاتمتها ، حيث اهتم بالسورة من حيث هي مجموعة مواضيع و قضايا لا أنها مجموعة آيات فحسب3 .
وألف البقاعي (885 هـ ) " تناسب الآيات والسور " ، " مصاعد النظر الإشراف على مقاصد السور " كما ألف السيوطي ( 911 هـ ) كتابه " الإتقان في علوم القرآن "
و ألف سيد قطب تفسيره " في ظلال القرآن " و هو أول من طبق منهج التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم ، وألف محمد علي الصابوني "روائع البيان تفسر آيات الأحكام "