نشأة الدولة الرستمية
ظهرت الدولة الرستمية في فترة حاسمة من تاريخ العالم الإسلامي وخاصة بلاد المغرب الإسلامي التي كانت مسرحا للعديد من الأحداث السياسية، فبعدما انفصل المغرب عن المشرق انقسم المغرب نفسه إلى دول مستقلة منفصلة عن بعضها البعض؛ وفي هذه الفترة الغنية بالأحداث ظهرت الدولة الرستمية كإحدى نتائج التحولات الكبرى التي عرفتها المنطقة.
لقد تتبع العباسيون عند قيام دولتهم الخوارج الإباضية في طرابلس وإفريقية والمغرب الأوسط، ولما تولى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور شد الخناق على إباضية المغرب وأرسل القوات العسكرية لمطاردتهم، فاشتعلت الحرب في المغرب الأدنى اعتصم عبد الرحمن بن رستم بجبل يعرف بجبل سُوفَجَّج في منطقة تيهرت - بالغرب الجزائري حالـيًّا-، هو وجماعته الذين اتـَّبعوه فرارًا من محمَّد بن الأشعث الخزاعي قائد جيوش العباسيين الموجَّهة إلى المغرب؛ ولـمَّا وجدت هذه الفئة المكان الحصين قرَّرت بناء مدينة تأويهم، وتأوي مذهبهم وطموحاتهم، فأسـَّسوا مدينة تيهرت (تاهرت، تيارت)، وبويع عبد الرحمن بن رستم إماماً لأوَّل دولة إسلاميـَّة مستقلَّة بالمغرب الأوسط، وهكذا حقَّق عبد الرحمن حلم الإباضيـَّة بتأسيس دولة يكون مذهبها الرسمي المذهب الإباضي