نظام الحكم والأوضاع السياسية في الدولة الرستمية
كان نظام حكم الإمامة القائم على مبدأ الشورى هو السائد في الدولة الرستمية وهو في الحقيقة نظام شبه وراثي لتوالى أبناء وأحفاد المؤسس عبد الرحمن بن رستم على الحكم- عدا آخر إمامين-.
وتميزت الأوضاع السياسية للدولة الرستمية بالنشاط والحيوية والاستقرار والاضطراب في آن واحد؛ واشتهرت هذه الدولة بنظام الشورى المطبق فيها، وبعدالة أئمتها، وصلاحهم وتقواهم وعلمهم، وبازدهارها، وقد كان يعيش تحت ظلها أتباع كل المذاهب الإسلامية، وكانوا يمارسون عبادتهم بكل حرية وأمان، وكانت لهم مساجدهم وبيوتهم الخاصة التي يعيشون فيها مُصانين الحقوق بعدل وإنصاف من غير تفريق بين مذهب ومذهب.
كما تخلل تلك الفترة الآمنة ثورات وحروب وفتن منها: فتنة ابن فندين وابن عرفة؛ وأدى التنافس على الحكم بين أفراد الأسرة الحاكمة وانقسام أتباع المذهب الإباضي إلى سقوط الدولة بسهولة في يد أعدائها.