الأوضاع الاقتصادية

الزراعة

تمتاز جغرافية المغرب الأوسط بطبيعة فلاحية لذلك عرفت الدولة الرستمية زراعة متطورة ومزدهرة شملت مختلف أقاليمها التي كانت تكثر فيها البساتين وزراعة الحبوب، والعصفر والكتان والسمسم والنخيل، ومختلف الفواكه، والتين والزيتون، فكانت تدر عليهم أرباحا طائلة، وقد كانت تكثر فيها الأنهار ، وأقام الرستميون خزانات وأحواض للماء كبيرة وكانت محكمة التصميم والهندسة، ليحافظوا على الماء أيام الجفاف، بل إنهم أوصلوا الماء إلى البيوت عن طريق الأنابيب وشق القنوات.

الرعي وتربية الماشية

كانت تربية الماشية في الدولة الرستمية تقوم جنبا إلى جنب مع الزراعة، ولكثرة المراعي الخصبة في الدولة الرستمية كانوا يربون الغنم والبقر والجمال والخيول والبغال والحمير ، وكانت تجارتها رائجة، وتصدر إلى الدول المجاورة، وكانوا يستغلونها في إنتاج الصوف، قال ابن حوقل يصف الماشية في تيهرت وأحوازها: "وهي أحد معادن الدواب والماشية والغنم والبغال والبراذين الفراهية، ويكثر عندهم العسل والسمن".

التجارة

اهتم الرستميون بالتجارة الداخلية والخارجية، فأنشئوا الأسواق في مختلف المدن التي كانت رائجة بشتى أنواع البضائع والمؤن التي تأتي من داخل الدولة الرستمية نفسها أو من الدول الأخرى عن طريق العلاقات التجارية مع الكثير من الدول كالأندلس ومصر وبلاد السودان وغيرها من الدول في المشرق والمغرب، فكانت القوافل التجارية تخرج من الدولة الرستمية محملة بشتى أنواع البضائع والمؤن إلى تلك الدولة، وتعود كذلك محملة بالبضائع التي تنتج في تلك البلاد، وكانت تجارة الذهب وبيع الرقيق رائجة في ذلك الوقت، وللدولة الرستمية نشاط كبير فيها، ووصل نشاط التجار في الدولة الرستمية إلى حد أنه كان يوجد بها التخصص في الأسواق، فكان بها سوق النحاس، وسوق الأسلحة، وسوق الصاغة، وسوق الأقمشة وغيرها من الأسواق

الدولة الرستمية والدول المجاورة