Rechercher des Cours par mots clés

Rechercher des cours par Filière :

 

ان معانقة فن أصول الفقه، وملامسة قواعده وأدواته وأدلته، يساهم بشكل كبيرا في تنمية مستويات الفهم، ومسالك النظر في النصوص الشرعية، خاصة مع اذمان الممارسة التطبيقية في كيفية اعمال القواعد الأصولية، وطول ملازمة شيخ حاذق في هذا الفن، الشيء الذي يورث ملكة الاستنباط عند الناظر؛ فهذا العلم ينظّم طرائق النظر، ومسالك الاعتبار تحت أعين جملة من القواعد المرعية الدقيقة، بعضها قواعدٌ لغويةٌ تحاول تفسيرَ وتحليلَ التركيبات اللفظية للنص؛ كصيغة الأمر والنهي، والمطلَق والمقيَّد، العام والخاص، الحقيقةِ والمجاز، المنطوقِ والمفهوم، المجمَلِ والمبيَّن، وبعضها قواعدٌ عقليةٌ تحاول التعاملَ مع النص من جهة لوازمه العقلية، وتنظيمِ العلاقات بين الأدلَّة والقواعد، وأخرى قواعدٌ شرعيةٌ، مثل قاعدة: لا ضرَر ولا ضرار، وقاعدة المشقة تجلب التيسير، والعادة محكمة،...... 

يقول الغزالي:" وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي والشرع، وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل؛ فإنه يأخُذُ من صفوة الشرع والعقل سواءَ السبيل، فلا هو تصرف بمحض العقول، بحيث لا يتلقَّاه الشرعُ بالقبول، ولا هو مبنيٌّ على محضِ التقليد، الذي لا يشهَدُ له العقلُ بالتأييد والتسديد".