Options d’inscription

المحاضرة الثالثة:

تكلمنا في المحاضرة السابقة  عن الخلفاء الفاطميين في بلاد المغرب وأهم الأعمال التي قاموا بها فيه، ولاحظنا أنهم مكثوا فيه لفترة زمنية طويلة  بسبب الثورات والتمردات التي أعقت تحقيق مشروعهم التوسعي نحو المشرق  الذي كانوا يسعون إليه منذ نشأتهم  من خلال الإطاحة ببغداد حاضرة العالم الإسلامي السني.

 

انتقال الخلافة الفاطمية من بلاد المغرب  إلى مصر سنة 358هـ

 

لم يكن الفتح الفاطمي لمصر وليد هذه الفترة بل كان هدف الفاطميين منذ تأسيس دولتهم ذلك أن المهدي حاول الاستيلاء عليها مرتين سنة 301هـ الموافق ل 913م-916م، وسنة 366هـ الموافق ل 918م-919م ولكنه لم يوفق في ذلك وتوقفت تلك المحاولات إلى غاية أن انتهت ثورة أبي يزيد وعادت الأمور إلى نصابها ولكن في سنة 353هـ موافق ل 965م 966م اصدر المعز لدين الله أوامر بحفر الآبار  في  كل موضع على طول طريق مصر وعندما، ورد عليه الخبر بموت حاكمها كافور الإخشيدي في أواخر جمادى الآخرة وانشغال بني العباس بقتال الديلم أخرج قائده جوهر على رأس حملة ثانية إلى المغرب ولما جمع ما استطاع من رجال وجبى ما على القبائل من القطائع عاد إليه سنة 358هـ فأتم تجهيز وسيره إلى المشرق في ربيع الأول من سنة 358هـ ما يقابله في الميلادي يناير وفبراير سنة 969هـ.

تمكن جوهر من الاستيلاء على مصر في شعبان ثم دخل الحجاز والشام فأخبر مولاه بالانتصارات التي حققها واخذ يحثه على الرحيل إليه إلى أن قرر المعز الرحيل وغادر المنصورية في شوال من سنة 361هـ الموافق لشهر أوت 972هـ ليصل مصر بعد أن أقام 4 أشهر في سردينيا وترك بلاد المغرب بلقين بن زيري أبو الفتوح سماه المعز بيوسف.

 وبهذا الفتح تنتهي المرحلة الأولى من تاريخ الدولة الفاطمية التي قضتها ببلاد المغرب في صراع دائم مع القبائل المغربية خاصة زناتة التي كان أمويو الأندلس يقفون ورائها في أغلب الأحيان.

-      الفترة الانتقالية وولاية جوهر الصقلي (358هـ-362هـ)

كانت ولاية جوهر الصقلي تمهيدا أو توطيدا للخلافة وللحكم الفاطمي في مصر بعدما ظلت ولعدة سنوات ولاية تابعة لهم. فقد قام جوهر بأعمال جبارة كانت الدعامة الأساسية لدولة بني عبيد في مصر، وبعدما أخذ الأمان من أهل السنة الذين كان يمثلون السواد الأعظم بأن يحترم ولا يمس معتقداتهم وبناء مدينة القاهرة لتكون مقرا للخلافة الفاطمية قام بجملة من الإصلاحات يمكن تلخيصها في ما يلي:

أ‌-              الدينية:

تطبيق تعاليم الشيعة الإسماعيلية إبتداءا من يوم الجمعة 8 جمادى الأولى 359هـ في كامل البلاد.

ب‌-          الاقتصادية:

اهتم بالقضاء على المجاعة التي ضربت مصر بعد موت كافور الإخشيدي بمراقبة الأسواق خاصة سوق القمح ، كما اهتم بالزراعة وتجديد ما فسد من الجسور والقناطر وضاعف من ضريبة الأرض( الخراج ) من 3,5 إلى  7  دينار للفدان.

ج – نظام النقد:

أصلح جوهر نظام النقد المعمول به في مصر فقام بضرب الدينار المعزي الذي يزن 24 قيراط ويساوي 25 درهما بينما يساوي دينار الراضي دينار 15 درهما.

 

وبعد هذه الإصلاحات قام بتأمين حدود مصر الشمالية والجنوبية بإرسال رسل إلى جورج ملك النوبة يحثه على إعادة دفع البقط ويدعوه إلى ترك المسيحية واعتناق الإسلام، كما بنى مجموعة من الحصون لمراقبة الحدود الجنوبية ،وقام بإرسال أحد قادة كتامة جعفر بن فلاح الذي تمكن من إخضاع بلاد الشام وإقامة الدعوة الفاطمية هناك، وبعدما عزز جوهر نفوذه وزاد حكمه أرسل إلى الخليفة المعز يدعوه للمجيئ إلى مصر ليستلم

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)