Anyone in the world
يذهب المخرج المسرحي عبد المجيد الهواس إلى أبعد من ذلك من خلال بحثه في جوهر النص المسرحي، وفي جوهر الإنسان (حدود التجربة الإنسانية والتجربة الإبداعية) والذهاب أيضا إلى عمق الوعي بمكونات العمل النفسية و الفلسفية والسياسية للمجتمع. لقد تجلى الاشتغال الجمالي في جملة من الأعمال المسرحية المغربية، يمكن رصدها أساسا على مستوى مكون الفضاء المسرحي، وعلى مستوى الاشتغال التقني، وعلى مستوى لعب الممثل، ثم على مستوى الكتابة الدرامية. ويمكن رصد هذه المستويات الجمالية من خلال تجارب متميزة تنتمي إلى حقل مسرح الهواة و المحترف، الذي اعتبر السؤال الجمالي من أهم قضاياه، خاصة ضمن أسئلة التجريب وخوض المشروع المسرحي الحديث بالمغرب. وسنقف عند مسرحية "نوستالجيا" التي اقتبسها "عبد المجيد الهواس عن نص للكاتب الروماني "ماتيني فيزنياك" عنوانها الأصلي "قصة دببة الباندا يرويها عازف الساكسفون له خليلة بفرنكفورت" و التي ستكون محور دراستنا التطبيقية حول التجربة الإخراجية بالمغرب،و لأن مسرحية "نوستالجيا" –في رأينا- تحمل الكثير من المفاهيم و الأساليب الإخراجية التي لها صلة بالبحث الأكاديمي المميز، كما أنها تعتبر من المسرحيات المهمة في الريبرتوار المسرحي المغربي الحديث.