Rechercher des Cours par mots clés

Rechercher des cours par Filière :

 كتقديم لفكرة السيكووجية كمفهوم عملي في الافلام هو بالاساس موضوع يحاكي القيم الانسانية في المجتمعات و امور أخلاقية بطابعها الت=نفسي للانسان عبر شخصيات تمثل و تقدم صور معرفية مختلطة مابين السوك السوي و المريض و المتوتو ما بينهما و هنا الاشكال  ,,, أن الأفلام «نوافذ» على — أو «مرايا» تعكس — عالَم السلوك البشري، وطرائق عمل الذهن، والطبيعة البشرية ذاتها؛ حيث يمكننا، عبر الاندماج «في» الأفلام، رؤية التطور الفردي أثناء حدوثه؛ أي عمل الآليات الدفاعية اللاواعية، والعمليات الاجتماعية النفسية، إلخ. هنا يُصبِح الفيلم مسرحًا تُعرَض عليه الكينونات النفسية.

عبر عملية «قراءة» أو «تفسير» الفيلم باعتباره نوعًا من «النص» الرمزي (والأنواع الأخرى تشمل الروايات، والقصائد، والصور الفوتوغرافية، والتماثيل، إلخ)،6 بإمكاننا الوصول إلى رؤية أكثر نفاذًا للأفراد والمجتمع. وقد حَظِيتْ هذه المقارَبة التفسيرية بشعبية واسعة فيما يتعلَّق بالأفلام، ليس في مجال الدراسات الأكاديمية للأفلام فحسب، بل أيضًا من جانب الباحثين في المجالات الأخرى، ونُقَّاد السينما الذين يكتبون للصحف والمجلَّات، فضلًا عن عشاق السينما الذين يستمتعون بعملية البحث عن المعاني الأكثر عمقًا.
وبينما يحاول المنظِّرون باستمرار الإشادة بالأفلام بسبب واقعيتها، كان هناك مَيْل طويل الأمد بين المعلِّقين السينمائيين للنظر إلى الأفلام باعتبارها أحلامًا.7 فهي تمتلك خاصية غامضة تجعلها تُوحي بأنها ليست كما تبدو عليه من الظاهر؛ ومِن ثَمَّ تُطالِب بتفسير أكثر إرضاءً مما يستطيع الفهم الحرفيُّ أن يقدِّمه.
إذا كان ثمة دافع مشترك يدفع الناس جميعَهم إلى فهْم معنى فيلم ما، فإن هناك القليل من المعتقدات المشترَكة بين الجميع حول الطريقة الواجب اتِّباعُها في تفسير الأفلام. وهنا يأتي دَوْر «النظرية»: فعندما يتناول المفسِّرون فيلمًا ما، تكون لديهم عادةً أفكار محدَّدة سلفًا عن جوهر الفيلم، أو المجتمع، أو الطبيعة البشرية، توجِّههم في عملهم في إنتاج المعنى.8 فتاريخ دراسات الفيلم حافل بالعديد من المقارَبات النظرية المميَّزة — بدرجة تزيد أو تنقص — تتضمَّن التفسير النصي.9

فلو ركَّزنا على واقع أن العقول البشرية تصنع الأفلام (يقوم أناس باختيارات تتعلَّق بالأزياء، والإضاءة، والحوار، إلخ)، لأمْكَنَنا النظر إلى كل الأفلام باعتبارها انعكاسات للذهن البشري؛ ومن ثَمَّ تستحيل مناقشتُها إلَّا إذا شُوهِدت بواسطة كائنات بشرية تُفكِّر وتشعر. فعند تحليلِنا لأحَدِ الأفلام، فإننا نقوم، جزئيًّا على الأقل، بتحليل الذهن «من خلال» الفيلم. ومن هنا، سأركِّز في هذا الفصل على العديد من مقاربات تفسير الفيلم القائمة «بوضوح» على نظريات سيكولوجية عن الطبيعة البشرية، والمتجسِّدة في عبارات مثل «أنماط السلوك»، و«الرغبات المكبوتة»، و«الجهاز النفسي».

(١) السلوك البشري في الأفلام

في حين أنه يوجد عدد لا نهائي من مجالات السلوك البشري التي يمكن تجسيدها في الحَبْكات والشخصيات ومواقع الأفلام، فإن كل تلك السلوكيات لا تتطلَّب نظريات معقَّدة لفهمها. وقد توغَّل علماء الاجتماع بالتفصيل في دراسة عدد كبير من الموضوعات السلوكية التي تَظهَر في الأفلام؛ مثل الجنس، والعنف، والسياسة، والمقامرة، والنوع، والأمومة، والتدخين، وتعاطي الخمور، والرياضة، والكلية، والجريمة، وجنوح النشء، والأحلام، والفقر، والثروة، والغراميات، والغضب، والعنف الأسري، والشيخوخة، والعلاج النفسي، والمرض النفسي.10 والدراسات التي تركِّز على نوع معين من السلوك أو الأشخاص تهتمُّ عادةً باتجاهات مشتركة بين عدد من الأفلام. وفي حين أن تلك التجسيدات السينمائية لا تَصِف بالضرورة الواقع الموضوعي بدقَّة، يمكننا أن نفترض أنها تضع يدها على تصورات شائعة حول سلوكيات معيَّنة، بل وحتى على توجُّهات المشاهِدين حيال تلك السلوكيات.11
ثمة مقارَبة حدسية الطابع نسبيًّا لتصنيف السلوكيات المعروضة في الأفلام؛ حيث يقوم المحلِّل ببساطة بتحديد نمطٍ سلوكيٍّ معيَّن، ثم يختار مجموعة مُنتَقَاة من الأفلام والشخصيات والأنواع الفنية التي تجسِّد هذه الاتجاهات تجسيدًا نموذجيًّا. فقد أصبح من الشائع بين نُقَّاد السينما في مطبوعات مثل «تايم» و«إنترتينمينت ويكلي» الإشارة إلى ظاهرة «الرجل-الطفل» في الأفلام الكوميدية في التسعينيات والعَقْد الأول من الألفية الثالثة، وهي شخصيات غير ناضجة عاطفيًّا، كثيرًا ما يؤدِّيها آدم ساندلر، أو ويل فاريل، أو سيث روجين، وتعكس تردُّدَ الجيلَيْن إكس وواي (المولودَيْن ما بين ستينيات القرن العشرين وتسعينياته) في أن «يصبحا رجالًا» ويتحملا المسئولية. كذلك تظهر المقارَبات الحَدْسية أيضًا في الدوريات الأكاديمية؛ فثمة مقالة اهتمَّت بدراسة الأفلام منذ بداية السبعينيات التي تُصوِّر المسيحيين الإنجيليين على أنهم منافقون، أو سُذَّج، أو ذُهانيون.12
أما تحليل المضمون، فهو مقارَبة أكثر منهجيةً لدراسة السلوك البشري في وسائل الإعلام؛ ويمكن تطبيقُها على الأشكال الأدبية المكتوبة (الرواية والشعر)، أو السمعية (الموسيقى)، أو المرئية (إعلانات المجلَّات والأفلام).13 وثمة مكوِّنان أساسيان لهذه المقارَبة: إنتاج «عيِّنة» أفلام بطريقة ممنهجة تَخضَع للتحليل، وفي الوقت نفسِه تطبيق «خطَّة تشفير» صريحة تطبيقًا متَّسقًا على كل فيلم من أفلام العيِّنة. ويمثِّل تحليل المضمون تحالفًا بين مقاربات العلوم الاجتماعية السائدة والمقاربات النَّصِّية/التفسيرية. ولأن خطة التشفير مصمَّمة بحيث يمكن تطبيقها بواسطة أيِّ أحدٍ كان مع إعطاء النتائج نفسِها، فهي تؤسِّس لدرجة من «الموثوقية» يمكن البرهنة عليها (ملاحظات أحد المراقبين تتمُّ مشاركتُها مع المراقبين الآخرين). وهكذا، من شأن تحليل محتوًى يتمُّ إجراؤه بحرص أن يؤكِّد على أن تحليلًا معيَّنًا ليس مجرد توهُّمات شاذَّة لناقد بارع.14
وتمامًا مثل موسيقى الروك آند رول، كان أكثر الموضوعات التي اهتمَّ بها تحليل مضمون الفيلم شيوعًا؛ العنف، والجنس، والمخدِّرات (وغيرها من السلوكيات غير الصحية).15 فبالنسبة إلى العنف، هناك دراسة كثيرًا ما يُشار إليها شَمِلت القُطْر بأكمله، وثَّقت لحقيقة أن برامج الأطفال كانت أكثر عنفًا بكثير من برامج الكبار، بمعدل بلغ ثلاثين فعلًا عنيفًا في الساعة الواحدة.16 غير أن العديد من تلك الوقائع كان أقلَّ شبهًا بالواقع وأكثر هزليَّةً من عنف الكبار. وربما كان بالإمكان تطبيق هذا النموذج على أفلام الأطفال أيضًا. وفي حين يعتقد البعض أن العنف غير الواقعي أقلُّ إزعاجًا للأطفال، يشير المؤلِّفون إلى أن مثل تلك التجسيدات يمكن أن يكون لها تأثير أقوى نسبيًّا على سلوك الأطفال؛ ذلك لأن «العواقب» السلبية للعنف يتم التقليل من شأنها.
كما ركَّز الباحثون أيضًا على «العنف العلائقي»، الذي يمثِّل أفعالًا غيرَ مباشرة لكنها مؤذِية؛ من قَبِيل ترويج الشائعات، والإقصاء، والمعاملة الصامتة التي تمَّ تصويرُها في فيلم «فتيات لئيمات» (مين جيرلز).17 وقد وُجِد أن أفلام الرسوم المتحركة من إنتاج ديزني تتضمَّن مشاهد عنف غير مباشر بمعدل تسع مرات في الساعة.18 ومن اللافت أيضًا أن شخصيات ديزني «الطيِّبة» و«الشريرة» على حدٍّ سواء تتورَّط في ممارسة العنف العلائقي. بَيْدَ أن أفعال الشخصيات الطيِّبة تجنح إلى العنف بدرجة قليلة (إيماءة تحدٍّ أو عُبُوس، على سبيل المثال)، بينما تكون أفعال الشخصيات الشريرة أكثر إيذاءً للآخرين (ممارسة ضغوط، أو إنزال لعنات، أو تآمُر، مثل تلك المؤامرة التي دبَّرها جاستون ضد الوحش في فيلم «الجميلة والوحش» (بيوتي آند ذا بيست)، على سبيل المثال).
سنعتمد في المحاضرة القادمة على دراسة فيلم يتباين فيه السلوك السلبي للانسان وفق سيكولوجية معينة ,’