Options d’inscription

أنواع الناس في التدين

ولكن إذا وجدت من يأخذ الدين جزءاً، ويعمل به جانباً، فمنهم من يتدين بعاطفة، ومنهم من يتدين بظاهر وشكل، ومنهم من يتدين تديناً قلبياً بزعمه، ومنهم من يستغل الدين للوصول إلى مآرب ومصالح خاصة.
فمن الناس التدين عندهم جانب معرفي، أنه يعرف، يقول: أنا أعرف الله، أنا أعرف الدين، أنا أعرف الأحكام فقط، أنا مقتنع بعقلي، وربما لا يمارس شيئاً، والمعرض عن دين الله بالكلية لا يقوم بعمل أبداً، هذا صاحب كفر الإعراض؛ لأن قضية الإطلاع على الإسلام، ومعرفة الإسلام يقوم بها كثير من الكفار والمستشرقين، يعرفون الإسلام، يطلعون على الإسلام، يقرءون عن الإسلام، وربما عرف بعضهم عن الدين أكثر مما يعرف بعض المسلمين، لكن الممارسة في العمل، آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [سورة البقرة:25].
وبعض الذين يزعمون التدين يكون له نصيب منه في شيء من عمل القلب، ولكن لا يظهر بعد ذلك في سلوكه، ولا في حياته اليومية.

وقد جاء عن عمر t أنه قال على المنبر: "إن أخوف ما أخاف عليكم المنافق العليم.
قالوا : كيف يكون المنافق عليماً؟
قال: يتكلم بالحكمة، ويعمل بالجور، أو قال: بالمنكر"، أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة عن عمر t[5].
وربما كان لبعضهم علم بمسائل من الشريعة، بل وأشياء من السنة، لكن من جهة العمل في غاية التقصير، وربما سلك بعضهم مسلك الجدل في المسائل، والمناقشات الطويلة، لكن رصيده العملي ضعيف.
قال بعض السلف: "إذا أراد الله بعبد خيراً فتح عليه باب العمل، وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد بعبد شراً أغلق عليه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل"[6].
ولذلك قال الحسن البصري -رحمه الله-: "العلم علمان: فعلم على اللسان، فذلك حجة الله على ابن آدم، وعلم في القلب، فذلك العلم النافع"[7].
فما هو العلم النافع؟ الذي يورث خشية الله، وتعظيم الله، ومحبة الله؛ لأن القلب متى خشع خشعت بقية الجوارح؛ لأنها تابعة له، والنبي ﷺ كان يقولاللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع[8]، فبعض الناس عندهم معلومات، معلومات عن الدين، لكن ماذا لديهم من الرصيد العملي؟

ونرى البعض ربما يزين مكتبته بكتب إسلامية، وعنده بعض المظاهر الدينية، وريما كان في يده سبحة، وربما كان في جداره آيات معلقة، لكن ما هو نصيبه من الدين؟ عنده في مرآة السيارة لواحات، لكن أشكال ظاهرة، ربما يعبر بها عاطفياً عن انتمائه للدين، لكن في حقيقة الأمر العمل ضعيف جداً، والعجب ممن يشتغل أحياناً برسم الحروف الظاهرة في المصحف، فهو في التجويد والمخارج ممتاز، ولكن في إقامة القرآن في حياته ضعيف.
وكان السلف ينهون عن إقامة اللفظ وترك العمل، كما قال الحسن رحمه الله: "أنزل القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً"، يعني: اقتصروا على ذلك، وتركوا العمل بمعانيه[9].

وعن مالك بن دينار قال: "تلقى الرجل وما يلحن حرفاً، وعمله كله لحن"[10].
وعن معاوية بن قرة قال: "بكاء العمل أحب إلي من بكاء العين"[11].
وقال مالك بن دينار أيضاً : "إني آمركم بأشياء لا يبلغها عملي، أنا قد أحثكم على أمور، وأنا لا أقوم بها، ولكن إذا نهيتكم عن شيء ثم خالفتكم إليه فأنا يومئذ كذاب"[12].
وكان منهج النبي ﷺ شاملاً للعلم: المعرفة، والتدين العملي، يوجد في واقع الشخص في حياة الصحابي سلوك، تعبد، خلق، أدب، ممارسة أعمال.

ظاهرة التدين الشكلي

قضية الظاهر قد تبدو في أشياء متعددة، ظواهر التدين قد تكون اللحية، وتقصير الثوب، وقد تكون إقامة الحروف والتجويد، وقد تكون أشياء مما يعلق، وبعضها قد يكون من الدين، وبعضها قد يكون طارئاً من البدع التي يظهر بها شيء من التدين، لكنها في الحقيقة لا دليل عليها، ولذلك يجب التوقف ملياً عند قضية الظاهر؛ لأن بعض الناس ربما يشعر أنه يريح ضميره في قضية التدين بإبراز بعض الظواهر، لكن الممارسة العملية عليها مؤاخذات كثيرة، لماذا كان السلف لا يتجاوزن العشر آيات من القرآن حتى يعرفوا معانيها؟ لأجل العمل، التمكن من العمل.
وهنالك من الناس من عنده بعض العبادات، فتراه يصلي، ويحج، ويعتمر، ويصوم، وهذه لديها حجاب جيد، مستمسكة به، وهذا عنده سمت إسلامي، ومظهر موافق للسنة، لكن تعال إلى الخوف من الله، محبة الله، رجاء الله، التوكل على الله، الحياء من الله، الصدق مع الله، الإنابة إلى الله، الخضوع، التذلل، التوبة، الذل للرب، الانكسار له، تجد أن هذه المعاني ضعيفة، ولذلك لا يعتبر هذا الشخص قد أراح ضميره وقام بما عليه بأداء هذه الأشياء، وإن كانت من الدين ومن السنة، لكنها ليست هي الإسلام، بني الإسلام على خمس[13]، فالأركان هذه الخمسة هذه أعمدة الدين، لكن فوقها بناء: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، والإحسان إلى الجار، وصلة الرحم، والأمانة، وهكذا، بني الإسلام على خمس، فإذا كان عندك أعمدة بلا بناء فوقها فما الذي يظلك؟

لقد أصبحت ظاهرة التدين الشكلي، وممارسة بعض العبادات، وربما في رمضان يوجد شيء من الاجتهاد، وذهاب إلى مكة، لكن بقية السنة فيها تقصير كبير، جوهر الدين وترجمة هذا الإسلام إلى سلوك في الحياة يوجد فيه نقص، يجب تكميله، والمحافظة على الأركان في غاية الأهمية، والمعاملة للخلق لا بد أن تكمل المعاملة مع الخالق.
وتجد عند الناس في هذا إفراط وتفريط:
فمنهم من يعامل الخالق في بيته معاملة حسنة، لكن إذا خرج إلى الخلق عاملهم معاملة سيئة.
ومنهم من يتعامل مع الناس معاملة حسنة، لكنه في غاية السوء في معاملته مع ربه؛ لأنه مضيع، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ [سورة مريم:59]، فهو في العمل جيد، وفي الدراسة جيد، وفي المعاملة مع الناس جيد، لكن في المعاملة مع الله في صلاة الفجر والعصر ليس بجيد، ونحن نرى مواسم حماس لبعض الطاعات في الصيام، والتراويح، وعمرة رمضان، لكن النفس الطويل في ممارسة العبادة مما ينقص.

وبعض الناس عنده محافظة على الصف الأول، لكنه لا يخلص في عمله، ولا يكون أميناً في معاملته.
وبعضهم يحج ويتقاضى رشوة، يصوم فرضاً وتطوعاً وعنده معاملات ربوية، ربما يتدين بحضور بعض مجالس الذكر لكن هنالك تقصير كبير في قضية العقود مع الخلق، والعهود معهم.
وبعضهم ربما يحن إلى سبحة يحركها في يده، ويعالج بها شيئاً في نفسه من شعار يحس به بالانتماء لهذا الدين، لكن في الحقيقة كم مرة يسبح بها؟ وكم مرة يذكر بها؟
إن الحرص على هداية الناس بالإضافة إلى الالتزام الشخصي بالدين أمر مهم جداً؛ لأن هذا من طبيعة هذا الدين، ولكن عندما ندعو إليه يجب أن ندعو إليه بالشمولية التي جاء بها؛ لأن بعضهم قد يكتفي من الشخص إذا دعاه أن يلتزم بالشعائر الظاهرة، أو ببعض المظاهر من الدين، لكن في قلب الآخر المدعو لم يحدث تغيير جذري، وهذا المدعو قد يوافق الداعية طوعاً، أو كرهاً، محبة، عاطفة، ميلاً، تشبهاً بإعجاب، لكن التغيير الحقيقي هو أن يضاف إلى هذا التغيير الشكلي، الجيد، الممتاز، الحسن، الموافق للسنة، الذي يجب أن نحرص عليه أن يضاف إلى ذلك التغيير للقلب، إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [سورة الرعد:11].

الشعارات الصحيحة

قضية الشعارات أيها الإخوة قضية مهمة، "أعل هبل، أجيبوه: قولوا الله أعلى وأجل، لنا العزى ولا عزى لكم، أجيبوه: الله مولانا ولا مولى لكم[14]، يا منصور "أمت أمت"[15]، من شعارات المسلمين في الغزوات، كان لهم شعارات، حم لا ينصرون، هنالك في إعلان الشعارات والإسلام هو الحل، شعارات مهمة في إيقاظ حس الناس، مهمة في التنبيه على الوجود الإسلامي في الواقع، لكن يجب أن لا تستغل هذه الشعارات في أمور الدنيا لدغدغة عواطف الناس من الناحية الدينية، لجذبهم إلى منافع دنيوية،
وربما عمد بعض الناس إلى تسمية بضائع بأسماء دينية، بل ربما كان في بعضها ملاحظات، فيسمي عطراً بجنة الفردوس، وهل هذا العطر هو جنة الفردوس، وما الذي فيه من جنة الفردوس؟، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر[16]، ليست القضية الخطأ في الاسم، لكن ما هو المسمى، وعندما تسمي كذا الإيمان وكذا التقوى وكذا الاستقامة وكذا الهدى فانظر هل للمسمى من هذا الاسم نصيب؟، الاسم جميل، محلات الهدى، محلات التقوى، محلات الإيمان، لكن هل هي تلتزم بهذا الاسم الشرعي؟
وبعضهم يعلق مصحفاً أو سجادة صلاة على الجدار، أو هلالاً، أو نغمة جوال يقول: إسلامية، يوجد زخارف في بعض المساجد، يوجد آيات منقوشة في بعض الجدران، بعض هذه الأشياء أصلاً ليست من الشرع، بل الشرع حاربها، حارب تزويق المساجد، وحارب الزخرفة هذه التي هي إهدار للمال، لأن النفع الحقيقي بقراءة هذه الآيات، وامتثالها بالقلب، والعمل بها بالجوارح.

وعندما يعلن عن بعض الاستثمارات في مكة والمدينة بعبارات فيها دغدغة للعواطف الدينية؛ ليقبل الناس على هذا الاستثمار مع هذا الجوار، وعلى هذه العبادة مع هذه الاستفادة، يعني أنت تجد هنالك شعارات، لكن ما هي حقيقتها؟ وماذا يراد بها ومن ورائها؟
والأعمال الخيرية من الطبيعي أن تسمى بأسماء من هذا القبيل، لأنه لا منفعة شخصية فيها، وإنما هي لله، لكن أحياناً يكون من وراء بعض الأعمال قصد التجارة فقط، وتظهر بأشكال ومظاهر فيها حق، وفيها تقصير في اتباع الحق.

التدين بما يوافق هوى النفس

ثم إن بعض الطبائع عجيبة تلتزم بأمور من الدين، وتعرض عن أمور، فربما من جهة إعفاء اللحية لا يوجد مقاومة هوى، فهو مستعد أن يقوم بذلك، ولكن في قضايا تتعلق بالنظرة المحرمة غير مستعد للقيام بذلك، التورع عن الخمر عند بعض الناس قوي أنه ما يمكن يشرب خمر، لكن في قضية أكل أموال الناس لا يتورع عن ذلك، فالعجب يتورع عن شيء ولا يتورع عن آخر، الدين جاء بمنع هذا ومنع هذا، فلماذا فرقت بينهما؟ لأن هذا ليس مخالفاً لهواك، أنت ما عندك مانع أن تمتثل به، لكن الآخر مخالف لهواك، ولذلك لا تمتثلوا له، ولذلك لا تمتثلوا بالنهي الذي ورد فيه.

قال ابن القيم رحمه الله: "ولهذا تجد الرجل يتورع عن القطرة من الخمر، أو من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة، ولكنه يطلق لسانه في الغيبة والنميمة في أعراض الخلق، كما يحكى أن رجلاً خلا بامرأة أجنبية، فلما أراد مواقعتها، قال: يا هذه غطي وجهك، فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام"[17].
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: فإن الإنسان لو ضرب بالسياط ما أفطر في رمضان عادة قد استمرت، ويأخذ أعراض الناس وأموالهم عادة غالبة"[18].

فأين هؤلاء من قوله تعالىوَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ [سورة الأنعام:120]، فنهى الله عباده عن اقتراف الإثم الظاهر والباطن، يعني في السر والعلانية، سواء متعلق بالقلب مثل سوء الظن، أو بالجوارح مثل الاعتداء والبغي.
وكذلك فإن الظاهر، والباطن، والجوهر، والمخبر متلازمان، وإذا صح هذا صح هذا، ولا بد أن القلب إذا كان صحيحاً ينعكس ذلك ويظهر على الجوارح، وقد يظهر بعض الناس مجاملة أو مسايرة لمن معه بمظهر إسلامي، ولكن إذا خلا بمحارم الله انتهكها.
ولما جاءت إلينا طلائع الغزو الإباحي في الموجات، والشاشات، والأجهزة، والجوالات، والرسائل الإلكترونية، والمخزنات، والمنقولات، والمنسوخات، والمرسلات، صار هنالك تخريب داخلي في قضية الاستسلام للشهوات، ولذلك لا بد من مقاومة داعي الهوى، لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله U هباء منثوراً، قال ثوبان يا رسول الله: صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم، ونحن لا نعلم، قالأما إنهم إخوانكم،ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها[19].

يجب أن يكمل صلاح الظاهر بصلاح الباطن

ليس الحل هو شطب مظاهر التدين لعدم إيجاد حالة نفاق وازدواجية، فيجب أن نكون واضحين وصريحين أمام الناس، فنلغي مظاهر التدين حتى لا نقع في الازدواجيات، لا، لأنه في الحقيقة إذا كان عند شخص ما خراب داخلي فأضاف إليه خراب الخارج فقد ازداد إثماً إلى إثم، ومعصية إلى معصية، ولكن يجب أن يكمل صلاح الظاهر بصلاح الباطن، ووجود ظاهر حسن جميل يقود إلى مقاومة لتصحيح الداخل، ولذلك بقاء الظاهر الحسن، الجميل، الموافق للسنة يعين الإنسان على التغلب على داعي الهوى؛ لأن هنالك صراع سيعمل في النفس، أنا أمام الناس ملتزم وفي الحقيقة أفعل كذا وكذا، ما هو المطلوب؟ أن أتغلب على ضعف نفسي، حتى لا أكون منافقاً، ولا يكون عندي ازدواجية، ويكون ظاهري كباطني، يجب أن أعدل الباطن، وليس أن أعدل الظاهر؛ لأن تعديل الظاهر في هذه الحالة، أو إلغاء الظاهر هذا الذي يدل على استقامة، هو إثم على إثم، وسيئة على سيئة.
ويكون الإنسان عنده شيء من التمسك بالسنة فيلغيه لأجل عدم وقوع الازدواجية، ويقول: حتى ما أكون بلاء على الإسلام، وحتى الناس ما يأخذوا فكرة سيئة عن المتدينين، فلأظهر على حقيقتي، ولأنزل هذه المظاهر من مظاهر التدين، وأكشف نفسي أمام الناس، لا، هذه مجاهرة، لماذا المجاهرة؟ أنت كنت مستتراً بالمعصية، صرت الآن مجاهراً، انتقلت من سيئ إلى أسوأ، أنت ما حليت المشكلة، أنت زدت الطين سوءاً ونجاسة، ولذلك وجود الظاهر الشرعي وسيلة للتغلب على النفس في الصراع.

قال بعض أهل العلم: "ومنهم متصنع في الظاهر، ليث الشرى في الباطن" -سبع عادي- "يتناول في خلواته الشهوات، وينعكف على اللذات، ويري الناس بزيه أنه متصوف، متزهد، وما تزهد إلا القميص"[20].
القميص هو الزاهد، أما ما بداخل القميص فليس بزاهد، وهذا إنسان قصده بالتدين الظاهري أصلاً الخداع، وهذه مصيبة أعظم، لأن بعض الناس يقصد بالتدين الظاهري التقرب إلى الله، يقول: أنا اتبعت سنة محمد ﷺ أنا أؤجر على ذلك، أنا أؤجر على إطلاق لحيتي، وعلى أن لا أسبل الثوب، وعلى وعلى، أؤجر عليه، ويؤجر عليه إذا قصد وجه الله يؤجر عليه.
لكن بعض الناس ربما حتى التدين الظاهري يريد به نفاقاً وخداعاً، كالذي يأتي إلى ناس يخطب من عندهم ليزوجوه، فهو قد أطلق، وأعفى، وقصر، وجاء ليقول: أنا كذا، وسمتي كذا، ويأتي وقت الأذان، ثم يقول: لماذا لا نذهب للمسجد؟ هو أصلاً منافق لا يصلي أساساً، ولكن يريد منهم أن يزوجوه فقط، كمن يريد أن يتولى وظيفة دينية فهو يظهر التدين الظاهر نفاقاً لأجل الحصول على الوظيفة، وإلا هو في الحقيقة لا يريد ويشمئز منه، ومكره عليه.

لكن الذي يتمسك بالتدين الظاهر تقرباً إلى الله، وعنده صراع في نفسه ضد الشهوات، تغلبه ويغلبها، هذا إنسان يعني على الأقل لما التزم بهذا الظاهر، فإنه ينوي به قربة، ويؤجر عليه يؤجر عليه، ولذلك فإن الحل هو تقوية الداخل والباطن؛ ليكون خالصاً لله.
ومرة أخرى كتابة الشعار هذه قضية يفعلها حتى بعض الكفار غير المسلمين، يكتبون على عملتهم We Trust In God نحن نثق بالله، وهم يخالفون أوامر الله ظاهراً وباطناً، ولا يؤمنون بالله، ويشركون به، ويعتدون على من حرم الله العدوان عليه، ويأكلون أموال الناس ظلماً، ويخربون ديارهم، ويستحلون دمائهم، ويكتبون على عملتهم We Trust In God.

 

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)