Options d’inscription

المحاضرات  المشرق الإسلامي   

  الدولة الفاطمية 

يرجع الفضل الاوا لنجاح الدعوة الإسماعيلية ببلاد المغرب إلى الداعية أبي عبد الله الشيعي المؤسس الحقيقي للدولة الفاطمية ببلاد المغرب الإسلامي ، على ان هذا الداعية لم يكن أول من دعى لهم بالمغرب وقد سبقه في هذا المدمار دعاة آخرون مهدوا لسبيل نجاح دعوته فيروىي المقريزي أن جعفر الصادق أوفد إلى المغرب داعيين أحدهما يعرف بالحلواني و الأخر بأبي سفيان وقال لهما " ان المغرب ارض بور فاذهبا وأحرثا إلى أن يأتي صاحي البدر"فذهبا إل هناك وأخذا يدعوان لطاعة ال البيت حتى استمالا قلوب كثير من قبيلة كتامة وغيرها وظلا هناك إلى ان ماتا.

- مراحل الدعوة الفاطمية: 

مرحلة الإعداد:  كان من اشهر دعاة الاسماعلية انذاك ابوقاسم الحسين بن حوشب بن زدان الكوفي الذي توجه إلى توجه إلى اليمن سنة 268هـ واستطاع ان يحقق نجاحا باهرا بإضهاره الدعوة للمهدي وتمكن من استيلاء على صنعاء  من بني يعفر واستولى على أكثر بلاد اليمن وتسمى بالمنصور وفرق الدعاة في اليمامة والسند والهند ومصر والمغرب وكان من بين هؤلاء الدعاة أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا المعروف بأبي عبد الله الشيعي ، ويذكر الحاجب جعفر أنه كان رجلا صوفيا وكان مع أخيه العباس  ولما سافر ابوعلي الداعي الى مصر تقرب الى صهره فيروز فأخذ عليهما ورباهما وفققهمل ثم استأذن الإمام بارسالهما غلى مصر على ان يلتحق ابوعبدالله بأي القاسم الداعي ( ابن حوشب ) باليمن ليساعده ويبقى اخوه في مصر يساعد ابا علي  فوافق الإمام 

المعم مكث ابو عبد الله الى جانب ابن حوشب ما يقرب السنة ثم اتجه الى مكة اين التقى بجماعة من المغاربة الكناميين وعرف كيف يتقرب منهم وأنه يريد مصر ليشتغل معلم فدعوه لإصطحابهم.

كان نزوله ببلاد كتامة في 15 ربيع الاول 280 هـ وكان قد وجد ارض خصبة لنشاطه السياسي والديني ، واستطاع ان يؤثر في عقول المغاربة بحلاوة لفظه واستخدام التنبؤ والسحر ويبررهذا القول ابن الأثير في قوله" إن الداعي استخدم السحر وصنع من الحيل والطلاسم والرقى والاحجية ما أدهل العقول فأتاه البربر من كل مكان".

كما هيأهم لقبول فكرته واعتناق المذهب الإسماعيلي فسمي ايباعه بالمشارقة، لكنه لقي بعض الصعوبات إذ احدتث دعوته اضطرابا في صفوف المغاربة وحاول البعض قتله مما دفعه الى الاختفاء ولكن المحنة انتهت بانتصار اتباعه  فكان انتصارا للدعوة الفاطمية ، وصار لابي عبد الله جندا عظيماوسلاح كبير خلافا عن الأموال التي كان يجنيها من الناسكرسم لدخول المذهب الشيعي.

- مرحلة  الإصطدام المسلح:

عندما شعر ابو عبد الله بقوته العسكرية بدأ نشاطه الحربي ودخل بذلك في المرحلة الثانية من مراحل الدعوةالتي امتدت من 291هـ إلى 297هـ وكان المغرب في ذلك الوقت تسيطر عليه أربعة دول و هي الدولة الأغلبية و الدولة الرستمية و الدولة المدرارية و دولة الأدارسة.

بدأ ابو عبد الله الصراع المباشر بنزوله من جبال كتامة إلى سهول الأغالبة و مهاجمة حدودهم الغربية وأخذ يستولي على مدنهم الواحدة تلو الأخرى إلى ان سقطت رقادة عاصمة الأغالبة في يوم السبت 01 رجب 296هـ بعد فرار أميرها زيادة الله الثالث ، ولما استقرت امور افريقية استخلف على رقادة ابا زكي تمام بن معارك الأجاني واقام معه اخوه ابوالعباس ، وخلال انتصاراته الأخيرة ارسل الى سيده عبيد الله المهدي الذي كان متخفيا في السلمية ( من اعمال حمص) للقدوم اليه ، فخرج هذا الأخير متظاهرا بالرحيل الى اليمن وفي مصر حول اتجاهه الى المغرب وحين وصل افريقية وجد ان الأمور لم تصفى بعد فاضطر الى مواصلة سيره غربا عبر الصحراء وحين وصل سجلماسة  رحب به صاحبها  اليسع بن مدرار في بداية الأمر ولكن سرعان ما زج به في السجن,

لما صفت الأمور للداعي قصد سجلماسة في رمضان 296ه لإنقاذ للامام وقد مر في طريقه على الدولة الرستمية وتمكن من الإستيلاء عليها ثم واصل سيره حتى بلغ مدينة سجلماسة وتمكن من هزيمة أميرها وإخراج عبيد الله المهدي وأقام له البيعة هناك و سلم له زمام الأمور.  وأمر في يوم الجمعة 21 ربيع الثاني ان يذكر اسمه في الخطبة ويلقب بالمهدي امير المؤمنين  في جميع البلاد وتمت له البيعة وبهذا قامت الدولة المسماة بالدولة الفاطمية. 

  

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)