Options d’inscription

المحاضرة الرابعة :

سياسة الفاطمية في مصر

 

كما ذكرنا سابقا بأن معز خرج من المنصورة متوجها إلى مصر بصحبة أتباعه وأولاده وأعمامه كما أحضر معه رفات أبائه عبيد الله المهدي والقائم والمنصور وبقدومه تحولت مصر من ولاية إلى دار الخلافة كما حلت القاهرة مكان المنصورة وعدت عاصمة للدولة الفاطمية التي أراد الفاطميون من إنشائها أن تكون عاصمة لإمبراطورية شاسعة ينشرون من خلالها مذهبهم الديني في كل الأراضي الإسلامية مسخرين لذلك كافة الإمكانيات لإحلال محل بغداد في الحكم العالم الإسلامي.

سياسة الفاطمية اتجاه أهل مصر:

ظل الفاطميون في مصر كحكومة أقلية منفصلة عن مجموعة رعاياها بسبب أرائهم المذهبية مما أفقدهم تأييد أهل البلاد الحقيقيين وقد أدرك الفاطميون أن الإسماعيلية لم تنتشر في بلاد المغرب بعد عشرات السنين من الدعاية بالرغم من مناسبة البيئة، كما أن مصر بما فيها من ذميين ومسلمين على مذهب السنة لن تكون أرضا خصبة للتبشير فلم يعمد المعز إلى نشر الدعوة في مصر إلا في أضيق الحدود فنادرا ما جرت أي محاولة لحث الشعب على اعتناق المذهب الاسماعيلي واكتفوا فقط بإسناد مناصب الدولة العليا إلى الذمة أولى من يعتنق مذهبهم وعلى ذلك فإنه على أكثر من 100 عام من حكم فاطمي في مصر لم يكن فيها اسماعيلي واحد سوى من ارتبط بالسلطة الحاكمة، فقد كان الفاطميون يدورون في حلقة مفرغة فمن حيث أنهم فشلوا مبدئيا في كسب العالم في صفهم تراهم في نفس الوقت مضطرين للحفاظ على تحدياتهم الاديولوجية الأمر الذي عزلهم عن إجماع المسلمين وبهذا تسببوا بإلحاق الهزيمة بأنفسهم واختفائهم من المسرح السياسي.

 وقد استعصى على الفاطميين تحويل مسلمي مصر إلى المذهب الاسماعيلي بكسب ود أهل الذمة وقد اتخذ الفاطميون سياسة التسامح الديني معهم وقد بدت هذه السياسة واضحة منذ وصول الخليفة المعز الذي طلب منه البطرياك 62  افرهام السرياني أن يمكنهم من بناء كنيسة المرقورة بالفسفاط وكذلك الكنيسة المعلقة بقصر الشمع، فكتب له سجلا يمكنه من ذلك وأطلق له من بيت المال ما يصرفه على هذه العمارة فتصدى الناس للأقباط ومنعوهم من البدء في عملية البناء وجاء المعز واشرف بنفسه على أساس بناء الكنسيتين وتم أمر بناء كل الكنائس التي تحتاج إلى عمارة دون أن يتعرض له أحد في ذلك.

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)