الحركة الفكرية في المغرب الأوسط

تَحول وضع المغرب بعد الفتح الإسلامي عقائديا بتخلي البربر السكان الأصليين للمنطقة عن الديانة النصرانية وعبادة الأوثان واعتناقهم الدين الإسلامي، واجتماعيا بسبب دخول عنصر جديد متمثل في الفاتحين الذين أدخلوا للمنطقة عادات وتقاليد وأفكار جديدة أثرت في التركيبة الاجتماعية والنظم الاجتماعية، واقتصاديا بسبب الوضع الجديد والتطور الذي عرفه المجتمع، وعلى وضوء ذلك تغيرت خريطة المعاملات الاقتصادية، بسبب نشاط الفتوحات بالمنطقة وبعد نهايتها لم تعد إلى وضعها السابق بل بدأت تواكب الوضع الجديد. وفكريا وعلميا تغير الوضع من الجمود إلى الحركية بعد ما كانت بعيدةً كل البعد عن الحياة الثقافية والعلمية بسبب رفض السكان المحليين الاحتكاك مع الاحتلالات التي مرت بالمنطقة (كاحتلال الفينيقي، البيزنطي). فمقياس الحركة الفكرية يتناول التعريف بالحركة الفكرية وعوامل التي تأثرت فيها والتطور الذي شهدته منذ الفتح إلى غاية الزيانيين.