Options d’inscription

  تشكل حقبة الحكم العثماني في الجزائر الممتدة على المدى الزمني من 1518-1830م،  ما يمكن إطلاق عليها تسمية "المرحلـة الانتقالية"، بين عصر الدويلات والممالك المحلية المتصارعة إلى عصر الوحدة الجغـرافية والسياسية.. و بداية التأسيس للدولة الجزائرية الحديثة؛ صاحبة الهوية الوطنية والنزعة القومية - وان لم تبـدو بنفس ملامح ومرتكزات القوميات الصاعدة في أوروبا ما بعد عصر النهضة والثورة الصناعية- مع عدم القطيعة مع عنصري الدين الإسلامي واللغة العربية كمقومين رئيسين للشخصية الجزائرية، إضافة إلى الولاء السياسي لسلطة "الخلافة الإسلامية" العثمانية في اسطنبول. وقد لعب العثمانيون دورا تاريخيا في مساعدة الجزائريين لأجل انجاز هذا المشروع الطموح وتنفيذه حتى وإن استأثروا بالحكم ؛ بصفتهم أصحاب فضل في إنقاذ الجزائريين من نفس المصير الذي حاق بمسلمي الأندلس على أيدي متعصبي المسيحية من الأسبان والبرتغال والمتحالفين معهـم من الاوروبين الآخرين. إلى جانب رفعهم شعاري: الأخوة الإسلامية والمصير المشترك؛ حيث ضمنوا بذلك طاعة وولاء الجزائريين رغم سلطتهم الظالمة وحكمهم الجائر المجحف في حق أصحاب البلاد من السكان الأصليين.

  ضمن هذا السياق التاريخي والحضاري يأتي بحثنا في هذه المرحلة الهامة من التاريخ الجزائري، ليكشف عن ملابسات وظروف دخول العثمانيين إلى البـلاد، وموقف السكان المحليين من حكمهم الذي أقاموه في الجزائر، حيث بواسطتها أصبحت جزء من الإدارة العثمانية وممتلكاتها في المغرب العربي ؟  فكيف كانت طبيعة وواقع الحكم العثماني في الجزائر ؟  وما نوع العلاقـة -الاجتماعية والسياسية المتمثلة في سلطة الدولة خاصة- التي سادت بين الطرفين ؟ وكيف تعامل العثمانيون مع واقـع الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830 م؟. تلك أسئلة وأخرى ستكون مدار بحث لإشكالية العلاقة بين السلطة العثمانية (الدولة) والمجتمع الجزائري خلال العصر الحديث؟.

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)