نظرية النظم
Options d’inscription
هذا المقياس موجه لطلية السنة الاولى ماستر تخصص لغة و دراسات قرآنية
نظرية النظم هي من أبرز النظريات البلاغية واللغوية في تفسير إعجاز القرآن الكريم، وتُعدّ من إسهامات الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابيه «دلائل الإعجاز» و«أسرار البلاغة». تقوم هذه النظرية على أن إعجاز القرآن لا يكمن في مفرداته المفردة أو معاني كلماته منفصلة، بل في النظم الذي رُتّبت به هذه الكلمات في تراكيبها وجملها، أي في الطريقة التي تتآلف بها الألفاظ لتولّد المعاني في سياق مخصوص. فسرّ البلاغة – بحسب الجرجاني – لا يوجد في الكلمة وحدها، وإنما في علاقة الكلمة بما قبلها وبعدها، وفي تناسق التراكيب وتلاؤمها مع المعنى المقصود. ومن هنا، فإن النظم هو الترتيب الخاص الذي يراعي مقتضى الحال، ويربط بين المعاني والعبارات في انسجام تام.
وقد جاءت هذه النظرية ردًّا على من زعم أن إعجاز القرآن في الألفاظ الغريبة أو في الصرف أو في مجرّد المعاني، مؤكدة أن الإعجاز يكمن في البنية التركيبية والنسق اللغوي المتكامل الذي لا يقدر عليه بشر. وتبرز أهمية نظرية النظم في كونها جعلت العلاقة بين المعنى واللفظ علاقة تفاعلية، فلا يُفهم أحدهما بمعزل عن الآخر، كما أنها أسّست لعلم البلاغة بمعناه الدقيق، وأسهمت في تطوير الدراسات اللغوية والنقدية في التراث العربي والإسلامي، لتصبح إطارًا تفسيريا دقيقًا يُكشف من خلاله عن روعة التعبير القرآني وجمال أسلوبه وتناسق تراكيبه.
 
- Enseignant: سميرة مولاي