Options d’inscription

المحاضرة السابعة

الأزمات الاقتصادية والمذهبية خلال العصر الفاطمي

أ‌-             الأزمات المذهبية

 

1-         الأزمات مع أهل السنة:

تطرقنا في المحاضرات السابقة ا ن أهل السنة في مصر يكونون السواد الأعظم، وكان معظمهم من أتباع الإمام مالك والشافعي رضي الله عنهما وأن جوهر الصقلي كتب لهم أمانا لكن الفاطميون لم يلتزموا به، فسرعان ما أظهروا رغبة في نشر  مذهبهم باعتمادهم على عدة وسائل مثل إسناد الوظائف الهامة لمعتنقي المذهب الإسماعيلي  الشيعي، واتخاذ المساجد الكبيرة مثل مسجد عمرو بن العاص ومسجد ابن طولون  والأزهر كمراكز للدعاية ،  كما قاموا بإظهار شعائرهم كالأذان  والاحتفال بعيد عاشوراء  وعيد غذير خم الذي يصادف 18 ذي الحجة.

أثار إحياء هذه الشعائر استياء أهل السنة مما أدى إلى ظهور عدة اصطدامات بينهم وبين الفاطميين ما بين سنة 362ه و 363ه ، كما رأى أهل السنة أن يتخذوا  مناسبة دينية يحتفلون بها مضاهاة لعيد غذير خم ، فاحتفلوا في سنة 363 ه باليوم الذي دخل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه غار ثور وقالوا أنه موافق ل 28 ذي الحجة  وبالغوا في هذا اليوم من إظهار الزينات ونصبت القباب وإيقاد النيران.

وعلى الرغم من أن الخلافة الفاطمية حرصت على نشر ذهبها بين الأهالي فإنها لم تنجح في سيبل ذلك وظل المذهب السني محتفظاً بقوته، ويرجع السبب في ذلك أن الفاطميون رأوا حين دخولهم مصر أن يتركوا الفسطاط حاضرة السنيين واتخذوا لهم حاضرة جديدة تكون مقراً لهم ولأنصارهم، كما أجازوا لأهل السنة في إظهار شعائرهم على اختلاف مذاهبهم مما أدى إلى ظهور عدد كبير من علماء المذاهب السنية.

2-         الأزمات المذهبية الإسماعيلية:

أ‌-             الانقسام الأول للدعوة الإسماعيلية:

تعتقد العقيدة الإسماعيلية على انتقال الإمامة في الأعقاب من الأب إلى الابن الأكبر، وتبعاً إلى هذه العقيدة كان نزار الابن الأكبر للمستنصر بالله وصاحب الحق الشرعي في خلافة أبيه ورغم ذلك فقد قام الأفضل بن بدر الجمالي بإجلاس أخيه الأصغر أبي القاسم أحمد على العرش وحكم باسم المستعلي مما أدى إلى فرار  نزار الذي رفض الاعتراف  بإمامة أخيه الأصغر  إلى الإسكندرية وأعلن نفسه خليفة ولقب بالمصطفى لدين الله لكنه لم يفلح فقبض عليه وقتل.

أدى هذا الحدث إلى انقسام الإسماعيلية إلى:

3-          المستعلية: اعترف بها سكان مصر والشام واليمن.

4-          النزارية: اعترف بها أهل فارس بقيادة الحسن بن صباح.

ب‌-       الانقسام الثاني للدعوة الإسماعيلية:

مات الخليفة الآمر مقتولا سنة 564ه دون وريث ولكنه أشار وقت وفاته أنه ترك إحدى جهاته (جواريه) حاملاً وانتظاراً  لهذا المولود تولى منصب الإمامة " المستودع " وفقا للمصطلح الإسماعيلي وهو أبا ميمون عبد المجيد  وتشير بعض المصادر مثل ابن ميسر  أن الآمر ولد له قبل وفاته بثمانية أشهر  ولد سماه أبا القاسم الطيب و قام الأمير عبد المجيد بكتمان الأمر ، ويؤيد هذا الخبر سجل أرسله الخليفة الآمر إلى السيدة الحرة في اليمن يبشر فيه بميلاد ابنه الطيب في الليلة المصبحة ليوم الأحد 04 ربيع الأول 564ه ، وحفظ نص السجل الداعي عمارة اليمني والداعي عماد الدين إدريس .

 وبهذا انقسمت الإسماعيلية مرة ثانية إلى:

أ‌-             الطيبية :  نسبة إلى الإمام الطيب بن الآمر الذي اعترفت ب%D

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)