Options d’inscription

المحاضرة الثامنة

المجتمع المشرقي في عهد الفاطميين

كان المجتمع الفاطمي على شكل فسيفساء مكونة من مجموعات بشرية متجاوزة لم تتمكن من أن تنصهر في مجموعة واحدة نتيجة التناقضات التي كانت تظهر بقوة خاصة في زمن الإضطرابات، فقد كان المجتمع قبل الفتح الإسلامي يتكون من الأقباط ثم تعزز بالعرب ، وقد صاحب الفاطميون معهم إلى مصر عناصر متعددة استعانوا بهم في توطيد سيطرتهم ومد نفوذهم كان أسبقهم العنصر البربري ( كتامة – زويلة – صنهاجة ) الذي قامت على أكتافه الدولة الفاطمية وهم عصب الدولة وقوتها، إضافة إلى عنصر الروم والصقالبة الذين كانوا في جيش جوهر الصقلي وكانوا يقيمون في مدينة القاهرة ، ثم انضم إلى هذه العناصر عنصري الأتراك والديالمة الذين اصطنعهم الخليفة العزيز و كذلك العنصر الزنجي الذي كان موجود منذ عهد كافور الإخشيدي ( لأنه كان حبشي) واستكثر وتعزز في عهد والدة الخليفة المستنصر بالله، وفي أعقاب الشدة العظمى دخل عنصر جديد وهم الأرمن الذين جلبهم بدر الجمالي سنة 466ه.

-      بنية المجتمع الفاطمي:  

قسم المقريزي طبقات المجتمع الفاطمي إلى 7 أقسام وهي :

أ‌-              طبقة أهل الدولة :  الخليفة وحاشيته.

ب‌-          طبقة أهل اليسار: التجار وأولي النعمة من ذوي الرفاهية.

ت‌-          طبقة أهل الباعة: المتوسط الحال من التجار.

ث‌-          أهل الفلاح:  وهم المزارعين وسكان القرى والأرياف.

ج‌-           الفقراء : وهم جل الفقهاء وطلاب العلم.

ح‌-           أرباب الصنائع والأجراء.

خ‌-           ذوي الحاجة و المسكنة : وهم  الذين يتكففون الناس ويعيشون منهم.

-      الديانة واللغة:

كان الدين الإسلامي هو الدين الرسمي للدولة ممثلاً في المذهب الشيعي الإسماعيلي مذهب الخليفة وأهل الدولة ، ومذهب السني الذي يتبعه جل أهل مصر .

وإلى جانب الإسلام كانت هناك أقليات دينية مسيحية كالأقباط  والديانة اليهودية ، وقد استفاد أهل الذمة من روح التسامح الديني التي سادت العصر الفاطمي، فقد مارسوا كل طقوسه الدينية بكل حرية مقابل دفع الجزية والخراج وعاشوا جنبا إلى جنب مع المصريين بل كان وضعهم أحسن من أهل السنة في بعض الأحيان، ووصل بعضهم إلى أعلى المراتب في الدولة وتقلدوا منصب الوزارة مثل اليهودي يعقوب بن كلس و ابن سعد التستري والفلاحي .

أما بالنسبة للغة فقد كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية إل جانب اللغة القبطية التي كانت تستخدم داخل الكنيسة.

-      المواكب الاحتفالية زمن الفاطميون:

كانت رسوم البلاط الفاطمي تتضمن عدد من المواكب الاحتفالية بعضها ديني وبعضها الآخر مدني، فالعادة أن يحتفل المسلمون بعيدي الفطر و الأضحى  وهما العيدان اللذان  يحتفل بهما المسلمون في كل عام وفي مختلف أصقاع العالم ، إلى جانب هذين العيدين كانت العادة الفاطمية أن يحتفل كذلك برأس السنة الهجرية ، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصادف 12 ربيع الأول، وقافلة الحج بإضافة إلى ذلك هناك احتفال بالليالي الوقود الأربع ( ليلة مستهل رجب – وليلة نصفه- وليلة مستهل شعبان – وليلة نصفه ).

أما إحياء ذكرى المناسبات الشيعية فقد كانت عديدة على رأسها الموالد الستة إضافة إلى الاحتفال بحزن عاشوراء وعيد غذير خم .

وكعادة السابقين كان الفاطميون يحتفلون بأعياد النيل حيث كان كسر الخليج مناسبة لخروج الجماهير للاستمتاع بمنظر النيل ومشاهدة الخليفة وهو ينظر في هذا الاحتفال، ويدخل في هذا النوع من الاحتفالات رأس السنة القبطية.   

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)