Options d’inscription

المحاضرة العاشرة الدولة الأيوبية صلاح الدين يوسف بن أيوب المشهور بصلاح الدين الأيوبي هو المؤسس لكل الفروع الأيوبية، والوالد أيوب هو شادي الكردي الأصل ولد في مدينة الدوين الكردية المعروفة بالعربية بالدبيل جنوبي روان ، وقد دخل هو وأخوه شيركوه في خدمة نور الدين محمود الأتابكي الذي كان في أواسط القرن السادس الهجري على رأس الحكم، فلما تلاحقت الإضطرابات والحروب في مصر أوفد نور الدين القائد أسد الدين شيركوه مع ابن أخيه صلاح الدين للقضاء على الفتن بها ثلاث مرات : - الأولى: سنة 559ه/1164 م. - الثانية: سنة 562ه/1177م. - الثالثة : سنة 564ه/1179م. وقد وكوفئ شيركوه على خدماته من قبل الخليفة الفاطمي العاضد آخر خليفة فاطمي بأن نصبه وزيراً لديه . في سنة 564 ه وأقام العاضد صلاح الدين الأيوبي مكان عمه بعد وفاه هذا الأخير، ولقب بالملك الناصر فحكم جميع البلاد المصرية ليقوم في سنة 567ه بخلع الخليفة العاضد وأوعز للخطباء أن يذكر في الخطبة إسم المستضيء بنور الله الخليفة العباسي ، وقد حصل هذا التبدل العظيم في الحكومة بمصر بسكوت تام بينما أحدث ذلك فتوراً بين صلاح الدين وسيده الأتابك نور الدين محمود كاد أن يكون سببا في نشوب حرباً بينهما لولا الموت المفاجأ لنور الدين محمود الذي كان سنة 569ه الذي خلفه ولده الملك الصالح إسماعيل فاعترف به صلاح الدين مدة قصيرة ولما توطد حكمه في مصر سنه 579ه وجدها فرصة سانحة فأعلن استقلاله التام ، لذلك اعتبرت سنة579ه مبدأ توليته العرش. وحل المذهب السني محل المذهب الشيعي وبقي الحرمان مكة والمدينة تابعين لمصر كما كانا من قبل، وقد أرسل صلاح الدين أخاه توران شاه سنة 569 ه حاكما على اليمن و بهذا تأسس الفرع الأيوبي هناك. رغب صلاح الدين في الاستيلاء على سوريا فدخل دمشق سنة 570ه وبالرغم من معارضة الزنكيين وسع مملكته حتى الفرات سنة 572ه وتمكن من إلحاق حلب سنة 579 ه بعد موت الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود ، وأخضع الموصل سنة 581 ه وجعل الملوك المتعددة التي كانت في الجزيرة تحت حكمه وبهذا العمل أضحى صلاح الدين صاحباً للممالك الممتدة من الفرات حتى النيل باستثناء المواقع الحصينة التي كان الصليبيون يسيطرون عليها، ورأى بعد هذا أن الوقت قد حان لإنزال الضربة بهم. - جهود صلاح الدين في القضاء على الصليبيين: قبل التطرق إلى أهم الإنجازات التي قام بها صلاح الدين في حربه ع الصليبيين لأبد أن نعطي نبذة تاريخية عن ما عرف في التاريخ بالحروب الصليبية. إن مصطلح الحروب الصليبية الشائع عندنا في التاريخ أبتكر في العصور الحديثة وكان أول ما استعمله المؤرخ الفرنسي لويس ميمور سنة 1675 م في كتابه" تاريخ الحروب الصليبية " ثم تبعه المؤرخ الألماني ليسينغ ليعمم فيما بعد حتى عند المؤرخين العرب فالقدماء أمثال ابن الأثير وابن النديم وابن شداد وابن واصل وابن القلنسي والمقريزي و القلقشندى لم يستعملوا أبداً مصطلحات مثل الصليبيين أو الحملة الصليبية وإنما تكلموا على الدوام بمصطلح الإفرنج وغزوة الفرنجة ، حتى أن الغربيون القدماء كان يطيب لهم تسميتها بالحرب المقدسة أو الحرب العادلة. كانت بدايتها عندما دعا البابا أوربان الثاني لشن حرب ضد المسلمين في الشرق الأوسط سنة 1095 م بالمجمع الذي عقده بمدينة كليرمنفيرون الفرنسية بعد استنجاد البيزنطيون به إثر الهزيمة الساحقة التي ألحقا بهم ألب أرسلان.فكانت الحملة الأولى في 1096م ثم الثانية سنة 1147م، انتهت هذه الحروب بغرس كيانات صليبية في المشرق الإسلامي وسقوط بيت المقدس في يدهم. - مواجهات صلاح الدين مع الصليبيين: أ- معركة الصفورية 583 ه: بعد إكمال صلاح الدين إستعداده خرج من دمشق صوب الطبرية وكان مركز تجمع قوته في حران وهناك أرسل سرية بقيادة مظفر الدين كوكبوري إلى عكا بعد أن أستأذن أمير أنطاكية الذي كان يهادن صلاح الدين ، وفي طريق العودة اشتبك مع مجموعة من فرسان الإسبتارية بالقرب من بلدة الصفورية بفلسطين، وكانت هذه المعركة التي انتصر المسلمون مقدمة لمعركة الحطين الفاصلة إلا أنها كانت في نفس الوقت سبباً في جمع كلمة الصليبيين وتوحدهم ضد صلاح الدين لأنهم وجدوا في معركة الصفورية مؤشراً لأخطار ستحيط بهم فأسرعوا يستحثون رد ريموند الثالث الصنجيلي صاحب طرابلس في طاعة جي دي لويزنيان ملك بيت المقدس ومصالحته. معركة الحطين 25 ربيع الآخر 583ه/ 04 جويلية 1187م: كان صلاح الدين قد عقد هدنة بينه وبين الصليبيين في مملكة بيت المقدس لمدة أربع سنوات غير أن رونو دي شاتيون المعروف ب أرناط في المصادر العربية حاكم الكرك خرق هذه الهدنة بهجومه على قافلة مصرية كانت مارة بالكرك، وكان هذا الحدث السبب المباشر في استئناف الحروب مع الصليبيين. فانتقل صلاح الدين إلى الطبرية في 24 ربيع الآخر 583 ه فاقتحم المدينة ، ولما سع الإفرنج بنزوله وتملكه للمدينة اجتمعوا وقرروا في الأخير السير إليه، والتقوا في تل الحطين الذي درات فيه معركة كبيرة كان الانتصار فيها لصالح الجيش الإسلامي بقيادة صلاح الدين الأيوبي و أسر ملك مملكة بيت المقدس رفقة أرناط صاحب الكرك الذي قطع رأسه على يد صلاح الدين بيمنا أطلق سراح جي ملك بيت المقدس بشروط . وقد ترتب عن هذا النصر: - فتح الباب على مصراعيه أمام صلاح الدين ليحقق انتصارات جديدة يحرر بلاد جديدة، وقد وصلت تلك الانتصارات ذروتها بتحرير بيت المقدس الشريف بعد ثلاث أشهر من تاريخ المعركة بعد أن قضت 88 سنة تحت نفوذ الصليبيين. - رفع معنويات المسلمين وتعميق إيمانهم بالوحدة التي أنجزها صلاح الدين. - اعتبار انتصار المسلمين في الحطين كارثة على الصليبيين ولعله كان اكبر كارثة حلت بهم منذ مجيئهم إلى المشرق الإسلامي . - أجبرت الإفرنج على أن يعيدوا النظر في مشروعهم الاستيطاني للمشرق. - ظهور الحملة الصليبية.

Auto-inscription (Etudiants)
Auto-inscription (Etudiants)