محاضرات في أصول النحو
Options d’inscription
حظيت اللغة العربية باهتمام الباحثين منذ القرن الأول هجري بغية حفظ أصولها وضوابطها التي بنيت عليها، ونلفي كلّ ذلك الرواج الذي وجدَتْه من الباحثين فقط حتّى لا يصيبها اللّحن الذي ألمّ باللغات الأخرى، ولعلّ أهمّ سبب أفضى إلى هذا الاهتمام - بهذه اللغة - كونها مرتبطة بالقرآن الكريم، وقد سعى الباحثون العرب المحافظة عليها من الفساد وذلك من خلال وضع قواعد تقوم على لسان فصيح أصيل يخرج من بيئة سليمة السليقة، فطرية القريحة، صافية المعدن، تزخر ألفاظها بحقول من المعاني التي تسترعي أذن المتلقّي وذهنه أثناء استعمالاتها الدّلالية.
وضع اللّغويون أحكاما معرفية - متعلّقة بالقائل والزمان والمكان - اعتمدوا عليها في عمليتي الجمع والتقعيد لهذه اللّغة، وقد سمّي هذا العلم فيما بعد بـأصول النحو، ولم ينل هذا العلم الاستقلالية في مستهلّ الدّراسات اللّغوية بل كان يحال إليه فقط، وأصفى شاهد على ذلك ما ألفيناه في كتاب الزجاجي (ت337ه) الموسوم "الإيضاح في علل النحو" ، لكنّنا نجد بعده ابن جني (ت392ه) قد أبان عن قواعد هذا العلم ( أصول النحو ) وأرسى دعائمه في كتابه "الخصائص"، بَيْدَ أنّه لم يُفْرِد لمادّته بالدّراسة والتّحقيق.
حظي علم أصول النحو بعد ذلك باهتمام ابن الأنباري (ت577ه) في كتابه "لمع الأدلة في أصول النحو"، فقام بالدراسة والتحليل والتقعيد بما يوافق ما تعارف عليه أهل الاختصاص في هذا العلم. ثمّ ألّف السيوطي (ت911ه) من بعدهم - في هذا الباب - كتابا أسماه بـ"الاقتراح في علم أصول النحو"، ونلفي هذا الكتاب جامعا لآراء من سبقه من اللّغويين.
- Enseignant: hamza bouziane