تاريخ الجمهورية الرومانية

نشأة الجمهورية الرومانية:لقد اعتاد المؤرخون الرومان القدامى على تفسير انهيار الحكم الملكي بروما باستبداد الحكم الملكي خاصة الملوك الاتروسك خاصة الأواخر منهم والذين يمشوا بالشعب الروماني ونكلوا بالرعاية.وقد فكر الرومان في تغيير نظام الحكم،فقامت الجمهورية الرومانية، وذلك منذ 449قبل الميلاد، حيث أورد الكاتب اللاتيني تيتوس لي فلوس بقوله "  كان حكم روما في البداية بيد الملوك ،ثم قام بوس بوس بروتيوس بإقامة الحرية والمؤسسة الاقتصادية" ويجب أن تربط  هذه الشهادة بما كان يدور من خطابات داخل مجلس الشيوخ أو السيناتور. ازدهرت هذه الفكرة لدى مؤرخي القرن الثالث قبل الميلاد  في روما والذين اتجهوا نحو تمجيد مؤسسات الجمهورية في مواجهة الأزمات التي تعصف بروما،فكان الانتقال الحتمي نحو النظام الجمهوري بمؤسساته المختلفة  المؤسسات الجمهورية:نشأت وتطورت خلال فترة مخاض ثانية تخللتها اضطرابات وقلاقل سياسية دامت قرنا ونصف القرن.ولقد اصطلح المؤرخون على تسمية هذه الفترة بالجمهورية الشابة أو المبكرة.لا شك أن السلطة كانت في بداية العهد الجمهوري بين يدي الحاكم الأكبر أو برايتور ماكسيموس، وتحدثنا النصوص القديمة ان بعد إنهيار الملكية، تولى الحكم في روما مجموعة من أفراد الطبقة الارستوقراطية السيناتورية الذين ربما كان حلهم يحتل مراكز سياسية إدارية في عهد الملكية، فكان التغيير الراديكالي الذي طالب به الشعب صعبا وتطلب  فترة زمنية طويلة.ولقد شهدت فترة الجمهورية الرومانية، تغير اسم الحاكم وأصبح يلقب بالقنصل وهو ما ميز المؤسسات الجمهورية الرومانية، ثم استحوذ مجلس الشيوخ على كل السلطات في روما بعد ما كانت هذه السلطات في يد الملك، وكان لزاما على القنصل الروماني ان يستشير مجلس الشيوخ الذي كان يمثل الشعب ليعلن الحرب ضد قوى وامبراطوريات خارجية او يعقد اتفاق سلام مع دول أخرى.  ومما سبق نخلص القول إلى أن المؤسسات الجمهورية الرومانية في روما لم تظهر بين عشية وضحاها. فقد عرفت الجمهورية الناشئة أزمة داخلية طويلة تجلت في الصراع الحاد الذي دار بين الحرس القدبم  أنصار الحكم الملكي في مواجهة العوام، وفي نفس الوقت كانت تعيس الجمهورية على وتيرة حرب مستمرة مع جيرانها من اغريق، لاتين وقرطاجيين فيما سيعرف تاريخيا لاحقا بالحروب البونية التي دامت إلى غاية 2146قبل الميلاد وانتهت بمحو وتدمير قرطاجة delenda carthago est.